التيسيرات الضريبية تحقق طفرة اقتصادية
التيسيرات تحقق طفرة اقتصادية وتبدأ علاقة شراكة حقيقية بين امصلحة الضرائب والممولين
تامر محمد نصير - • الضرائب الدولية

ثورة ضريبية مبتكرة: الحوافز المتكاملة التي تعيد تشكيل بيئة الأعمال في مصر
Copyفي وقت تواجه فيه الاقتصاديات المحلية والعالمية تحديات كبيرة، يبرز المشرع الضريبي المصري بحزمة من الإجراءات والمزايا والتيسيرات الضريبية للمجتمع الضريبي كخطوة استراتيجية لتحفيز النمو الاقتصادي وتسهيل إجراءات الأعمال للمستثمرين ورواد المشاريع الصغيرة والمتوسطة. لم يعد النظام الضريبي مجرد مجموعة من النسب والأرقام، بل أصبح حزمة متكاملة من الحوافز والخصومات والإعفاءات التي تُحدث فرقاً حقيقياً في مسيرة الشركات من خلال تقليل الأعباء المالية والإدارية. فيما يلي نستعرض أبرز مزاياه:
نظام شرائح ضريبية متدرج يدعم نمو المشروعات.
Copyيحدد القانون نسب ضريبية تتناسب مع حجم أعمال المشروعات، حيث تبدأ النسبة المنخفضة (0.4% للمشروعات ذات الأعمال السنوية أقل من 500 ألف جنيه) وتصعد تدريجياً لتصل إلى 1.5% للمشروعات التي يتراوح حجم أعمالها بين عشرة إلى عشرين مليون جنيه. وفي حالة تجاوز حجم الأعمال السنوي عشرين مليون جنيه خلال فترة خمس سنوات، تُفرض ضريبة إضافية بنسبة 20% لمرة واحدة. هذا النظام يضمن تحميل المشروعات الصغيرة والمتوسطة عبئاً ضريبياً خفيفاً، مما يمنحها فرصة للنمو دون إرهاق مال وتبسيط لإجراءات تقديم الإقرار واحتساب الضريبة.
إعفاءات ورسوم مخففة لتشجيع الاستثمار
Copyيقدم القانون مجموعة من الإعفاءات التي تقلل التكاليف التشغيلية، منها:
الإعفاء من رسم تنمية الموارد المالية ورسوم التوثيق:
Copyتُعفى المشروعات من دفع رسوم التوثيق وعقود تأسيس الشركات، مما يسهم في تخفيض التكاليف الأولية لتأسيس وإدارة الأعمال.
الإعفاء من ضريبة الدمغة : يُخفّف العبء المالي على الشركات الناشئة والمتوسطة التي تواجه تكاليف إضافية عند توثيق المعاملات والعقود.
الإعفاء من ضريبة الأرباح الرأسمالية
الاعفاء من ضريبة توزيعات الأرباح : يُعفى أصحاب المشاريع من ضريبة التصرف في الأصول الثابتة أو معدات الإنتاج، مما يُشجع على تحديث وتوسيع خطوط الإنتاج.
تبسيط الإجراءات ودمج التكنولوجيا الحديثة
لم يعد الالتزام الضريبي عبئاً ورقياً معقداً؛ فقد اعتمد القانون نظاماً إلكترونياً متطوراً لتقديم الإقرارات الضريبية، يتضمن:
نماذج إقرارات مستقلة: تُصمم خصيصاً لتتناسب مع طبيعة النشاط التجاري أو الصناعي أو المهني، مما يقلل من الأخطاء ويُسرع العملية.
أنظمة متابعة إلكترونية: تتيح للممولين مراقبة معاملاتهم وإجراءاتهم بدقة وشفافية، وتوفير الوقت والجهد المبذول في الأعمال الإدارية.
آليات تسوية منازعات شفافة وعادلة
Copyيولي القانون أهمية كبيرة لتوفير آليات واضحة لتسوية المنازعات الضريبية، حيث تُحدد فترات زمنية لتقديم الطلبات وتسوية الخلافات بين الممولين ومصلحة الضرائب. هذه الإجراءات تساهم في تقليل النزاعات القضائية وتوفير بيئة قانونية مستقرة، مما يمنح المستثمرين الثقة والأمان في تعاملاتهم المالية.
تيسيرات محاسبية تُخفف العبء الإداري
إلى جانب التسهيلات الضريبية، يقدم القانون نظام سجلات ودفاتر مبسطة، يُعفي الشركات من تعقيدات المحاسبة التقليدية، مما يُتيح لها التركيز على تطوير أعمالها بدلاً من الانشغال بالتفاصيل الإدارية الدقيقة.
إنهاء المنازعات القديمة دون عقوبات
يتيح القانون آلية واضحة لإنهاء المنازعات الضريبية القائمة عن الفترات السابقة، حيث يمكن للممولين تقديم طلبات لتسوية النزاعات القديمة خلال فترة زمنية محددة. هذا النظام يضمن إنهاء المنازعات دون فرض غرامات أو رسوم إضافية، مما يخفف العبء عن الشركات ويساعدها على تصحيح أوضاعها المالية بسهولة.
تقديم الإقرارات المتأخرة بدون غرامات
يمنح القانون فرصة للممولين الذين لم يقدموا إقراراتهم الضريبية عن أي فترة سابقة لتقديمها دون احتساب غرامات التأخير أو فرض ضريبة إضافية. هذه الميزة تُعد بمثابة استراحة من العواقب المالية للمؤخرين وتوفر لهم فرصة للانخراط في النظام الضريبي الجديد بصورة سلسة ومنظمة.
ختاماً: مستقبل واعد بانتظار كل المستثمرين
تمثل هذه الحزمة نقلة نوعية في بيئة الأعمال المصرية، حيث تجمع بين الدعم المالي والشفافية القانونية والتيسيرات الإدارية. إنه ليس مجرد قانون، بل هو استراتيجية متكاملة لتحويل التحديات إلى فرص حقيقية للنمو والازدهار. إذا كنت من رواد الأعمال أو المستثمرين الذين يسعون لتحقيق طموحاتهم في بيئة أعمال حديثة وداعمة، فإن هذه الحزمة من الحوافز هي المفتاح لتطوير مشروعك والوصول به إلى آفاق جديدة.